واصلت لجنة الوفاق والمصالحة الوطنية مساعيها وفعالياتها بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية وإعادة ترتيب الأوضاع في أراضي السلطة بما يكفل تحقيق الأمن والنظام والقانون . وقد أجرت اللجنة خلال الأسابيع الماضية سلسلة من اللقاءات الهامة من بينها لقاء مع رئيس وزراء الحكومة في غزة السيد إسماعيل هنية ولقاء مع تحالف اليسار الفلسطيني ومع مؤسسات المجتمع المدني وبعض الشخصيات الوطنية ,وقد ركزت كل هذه اللقاءات على كيفية الخروج من الأزمة الراهنة والتسريع ببدء الحوار الوطني .
يذكر أن اللجنة قد باشرت نشاطاتها وفعالياتها منذ يناير من هذا العام حيث اجتمع نحو 15 شخصية من مؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الأكاديمية الوطنية والدينية ووضعت حجر الأساس لتشكيل لجنة الوفاق والمصالحة حيث تم التوافق على هيكلية اللجنة وأهدافها ووسائلها واليات عملها .وقد نجحت اللجنة في صياغة أوراق عديدة حول الأزمة الراهنة وسبل الخروج منها وتبلورت لديها رؤية واضحة في كيفية معالجة الانقسام وترتيب الأولويات وتحديد نقاط الخلل في المعادلة القائمة , وذلك بعد نقاشات مستفيضة استحضرت أسباب الأزمة وتداعياتها –محليا ودوليا- وخلصت إلى العديد من السيناريوهات والخيارات التي تمكن من البدء بحوار وطني جاد وتفضي إلى إقامة نظام سياسي يحقق الطموحات الفلسطينية من خلال أسس الديمقراطية والشراكة السياسية .
وقد قدمت اللجنة تصورات ومقترحات حول تشكيل لجنة الحوار الوطني وأهدافها واليات عملها كما وضعت أسسا وقواعد لإنجاح مسيرة الحوار ,كما قدمت تصورات حول تشكيل حكومة التوافق الوطني وحول صياغة المؤسسة الأمنية وترتيب الوضع الإداري في الأراضي الفلسطينية وكذلك تفعيل ملف منظمة التحرير وتحقيق المصالحة الوطنية .
وقد قامت اللجنة بزيارات عديدة لقيادات حركة فتح وحماس في قطاع غزة وقدمت لهما ما توصلت إليه من تصورات حول الأزمة الراهنة , وقد لاقت قبولا واستجابة طيبة من كلا الطرفين , كما أن اللجنة باشرت نشاطها في الضفة الغربية حيث بدأ أعضاء اللجنة هناك اتصالات مع كل الأطراف المعنية بهدف جسر الهوة والدفع باتجاه تحقيق المصالحة الوطنية .
وعبر الدكتور إياد السراج رئيس جمعية غزة للصحة النفسية واحد أعضاء اللجنة المؤسسين عن تفاؤله بتحقيق مصالحة وطنية وقال "نحن في اللجنة نسعى بكل ما نستطيع كي نقرب وجهات النظر لان الانقسام الحالي خطر كبير على القضية الفلسطينية وعلى شعبنا وقدرته على الصمود",أما الأستاذ راجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وعضو لجنة الوفاق فيقول " إن اللجنة نجحت في بلورة تصورات منطقية يمكن أن تكون مقبولة على الأطراف كلها وقد اجتهدنا قدر الإمكان أن نضع هذه التصورات ضمن إطار المصلحة الوطنية ", وأشار إلى أن اللجنة مصرة رغم الظروف الصعبة على مواصلة جهودها في إنهاء الانقسام الداخلي وقال "لقد تواصلنا مع الإخوة في فتح وحماس وغيرهم من القوى السياسية بشكل مباشر واستمعنا لهم واستمعوا لنا ونستطيع أن نؤكد بان فرصة تحقيق المصالحة كبيرة ",أما الأستاذ نعيم الغلبان رئيس جمعية الوداد واحد أعضاء اللجنة فقد أكد بدوره على أهمية ما تقوم به اللجنة من نشاطات وقال " لقد لمسنا من خلال اللقاءات التي أجريناها مدى الحرص الشديد على إنهاء الانقسام سواء من قبل فتح أو حماس وهذا شجعنا أكثر على المضي والاستمرار في عملنا ".
كما سعت اللجنة إلى محاولة توحيد الجهود التي تصب في نفس الاتجاه من خلال التواصل مع بعض المؤسسات التي بذلت جهودا ملموسة في تحقيق المصالحة الوطنية.
وتؤكد اللجنة انها ستواصل جهودها وستوسع من دائرة فعالياتها بهدف تحقيق المصالحة في اقرب وقت ممكن .