بعد صفقات ريال مدريد المدوية المتتالية في الفترة الماضية هدأت حمى الانتقالات تماماً بسبب الأرقام الكبيرة التي دفعها الفريق الملكي في سبيل تدعيم صفوفه، وتسيطر الآن على الأحداث صفقة واحدة زادت التكهنات حولها وهى انتقال السويدي زلاتان ابراهيموفيتش من انتر ميلان بطل الدوري الايطالي إلى برشلونة بطل اسبانيا وأوروبا مقابل نقل مهاجم البلوجرانا الكاميروني صامويل ايتو إلى سان سيرو.
فماذا ينتظر هذا الثنائي وكل منهما مقبل على بطولة جديدة لم يشارك فيها من قبل؟
بمقارنة معدلات التهديف للثنائي سنجد "صامويل ايتو مهاجم برشلونة نجح في تسجيل 108 هدف في الدوري منذ انتقاله إلى برشلونة خلال 145 مباراة شارك بها الأسد الكاميروني بمعدل 0.75 هدف في المباراة الواحدة" ، بينما "ابراهيموفيتش سجل 57 هدف في 88 مباراة بمعدل 0.64 هدف في المباراة الواحدة".
يتضح تفوق ايتو على ابرا في معدلات التهديف وذلك لعامل لا يتعلق بقدرات كلا المهاجمان قدر ما يتعلق بقدرات فريقيهما خاصة على مستوى صناعة اللعب في كل فريق فكلاهما مهاجم يعرف طريق الشباك جيداً وهم الآن بصدد تبادل الأدوار أن لم يكن ذلك قد حدث بالفعل أثناء كتابة تلك السطور.
صامويل ايتو حظي في برشلونة دائماً بأعلى مستوى من صناعة اللعب سواء في عصر ريكارد أو مرحلة جوارديولا، وإذا نظرنا للموسم الأخير تحديداً والذي سجل فيه ايتو 30 هدف صنعها له لاعبون من امهر لاعبي العالم في التمرير الحاسم وهم شابي هيرنانديز واندرياس انيستا والجناحان هنرى وميسى وعلى الرغم من تسجيله ل30 هدف في موسم واحد و هو بلا شك رقم مميز يتمناه اى مهاجم في العالم إلا إن هذه الكتيبة من صانعي اللعب يمكنها أن تجعل اى مهاجم يسجل أكثر من هذا الرقم ب 10 أهداف على الأقل!.
على العكس فزلاتان ابراهيموفيتش اعتمد على نفسه كثيراً في التسجيل للانتر فالفريق الايطالي فريق يفتقد للابتكار ولا يملك صناع اللعب في وسط ملعبه أو أجنحته حتى بعد قدوم البرتغالي خوزيه مورينيو الفريق لم يتطور في هذه الجزئية تحديداً خاصة وان الرباعي كامبياسو وزانيتى واستكانوفيتش ومونتارى يختلفون كلية عن سحرة برشلونة ، وإذا أعدنا مشاهدة أهداف ابراهيموفيتش سنجد اغلبها يعتمد على مهارة اللاعب الفردية وتجده يبذل جهد كبير ليتمكن من المرور والتسجيل عكس قرينة صامويل ايتو الذي يجد نفسه في مواجهة المرمى مرات ومرات خلال كل مباراة بواسطة زملائه فى الفريق السابق ذكرهم .
ومما سبق وأتوقع أن يرتفع المعدل التهديفى لأبرا في اسبانيا إذا نجح في التأقلم السريع لأنه لاعب اعتاد بذل جهود للتسجيل وسيجد نفسه في برشلونة مطالب فقط بوضع اللمسة الأخيرة أما ايتو فاعتقد انه سيعانى مع كتيبة مورينيو التي تفتقد للابتكار وسيجد نفسه مُضطراً لتغيير أسلوب لعبهُ ليبذل جهد اكبر مما كان يفعل في برشلونة وستقل الفرص المتاحة له كما انه إذا استمر في معدلات إهداره للفرص فسيقل معدله أكثر وأكثر .
اعتقادى الشخصي إستفادة مورينيو الأكبر ستكون من خبرة صامويل ايتو في التعامل مع مباريات دوري أبطال أوروبا فاللاعب دائماً ما يكون حاضراً في مثل هذه المناسبات بل انه لعب الدور الأبرز في تتويج برشلونة مرتين باللقب في السنوات الأخيرة وسجل مرتين هدفين حاسمين أولهما أمام ارسنال في نهائي 2006 قبل أن يخمد بركان مانشستر يونايتد في نهائي 2009 بهدف أول ليختفي شياطين انجلترا من الملعب الاوليمبى بروما حتى نهاية المباراة، وستزداد قيمة ايتو فى مدينة ميلانو فدورى أبطال أوروبا تُعد البطولة الحلم الأهم والأبرز للانتر الموسم المقبل.
- على مورينيو أن يدعم فريقه بلاعبان في وسط الملعب قادرين على صناعة الفارق ولديهم من المهارة والابتكار ما يكفى لتفريغ المهاجم الكاميروني لمهمة تسجيل الأهداف فقط ، ذلك إذا ما أراد تحقيق النجاح محلياً وأوربياً.
- اتوقع ان تكون مفاجأة جوارديولا في الكثير من لقاءات الموسم المقبل هى الاستعانة بالعملاق السويدي كجناح أيسر واعادة تييرى هنري لمركزه المفضل كرأس حربة صريح في طريقة لعب برشلونة.
دعونا ننتظر لنرى من المهاجمان سيصبح نقطة تحول.