الكابتن حسن حمدى رئيس النادى الأهلى أثق فى صدقه، وفى قوله، ولا أختلف عليه، وإنما أختلف معه، وعلى أفعاله وأقواله شأن باقى البشر الذين يصيبون ويخطئون.
وقد جمعتنى جلسة «فضفضة» بالرجل قبل ظهوره على الهواء مع الكابتن مصطفى عبده فى «دريم»، وفى حضور د.محمد خضر الرجل الثانى فى قنوات دريم، ولم أستطع منع فضولى الصحفى فى الحوار مع الرجل الأول فى أكبر الأندية الأفريقية والعربية، خاصة أننى أثق فى صدقه حين يجيب، خاصة أنه يجيد عدم الرد إذا أراد.
وسألت الكابتن حسن حمدى سؤالاً صريحاً عن أسبابه فى رفض رحيل أبوتريكة إلى نادى أهلى دبي، وفوجئت برد الرجل بأنه لم يرفض.. ورحب بتلبية رغبة اللاعب احتراماً وتقديراً لعطائه، ولأسباب أخري.. ثم قال إن هادى خشبة والبدرى نجحا فى إقناعه بالبقاء، أو تقدر تقول إنه «استحي» منهما!
وعلى «حياء» أبوتريكة يلعب بعض المسئولين بالأهلي، ويستغل آخرون هذا الحياء، ونحن هنا لا نطالب برحيل النجم المحبوب، خاصة فى ظل التقدير الشعبى لعطائه وموهبته، ولكن نرفض بقاء الرجل ب «سيف الحياء»، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام».. وأبوتريكة قد «يستحي» من إلحاح البدري، أو إعلان خشبة رغبة لجنة الكرة فى بقائه، فيقرر الاستمرار مع الفريق، فيما يؤكد لكل من حوله رغبته فى الرحيل إلى أهلى دبي، بل ويوسط شخصيات مصرية رياضية مهمة بالتدخل لدى حسن حمدي.
والغريب أن الكابتن حسن حمدى أكد لى أن أبوتريكة قرر البقاء برغبته، وأنه يرد على الجانب الإمارتى بهذا الرد، وعلى كل من يتدخل بهذه الإجابة.
وتلك مصيبة كبري، فاللاعب «استحي» من المسئولين بالأهلى فقرر البقاء، فيما لا يزال قلبه معلقاً بالسفر إلى الإمارات، واللعب فى أهلى دبي، وهذا هو عين الخطأ من اللاعب قبل المسئولين.. وشخصياً أدرك أن من يريد شيئاً عليه إعلانه، والتمسك به، أو التراجع عنه عن قناعة وليس عن حياء.
وأذكر أن حواراً مطولاً دار مع أبوتريكة بعد العودة من اليابان، ورفض رحيله للهلال السعودي، وأقسم لى بأغلظ الإيمان بأن الأهلى لم يعوضه، ولا يوجد عرض إعلانات خرافى كما روج مسئولون بالنادى لتعويضه، وأنه لم يحصل على أى مليم من خارج عقده.
وأنا أصدق أبوتريكة، وقد حاولت استقصاء الأمر من الكابتن حسن حمدى فأكد لى أنه لا يوجد أى رجل أعمال يدعم صفقات الأهلى منذ تغيب ياسين منصور لانشغاله بأعماله الخاصة، وهو الأمرالذى أكد لى انتهاء هذه الموضة فى النادى العريق.
إذن.. من أراد الاحتراف، فعليه إعلان قراره.. ومن رضى بالبقاء فعليه صرف النظر عن الرحيل، والرضا «بالمقسوم»، وعدم توسيط بعض الشخصيات لإتمام الصفقة.
وأعذر أبوتريكة على حيائه، وأدبه، ورفضه إصرار البدرى على بقائه، بل ومطالبته بتأجيل قراره حتى يناير القادم.
وأعذر الرجل لأن إحدى عينيه فى الإمارات، والأخرى تسعى لإرضاء حسام البدري، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه بعد قرار البقاء المؤقت، والمشوب باتصالات سرية بين مسئولين كبار فى النادى الإماراتي، والكابتن حسن حمدى هو: هل اللاعب مرتاح نفسياً، وهل قراره بالبقاء فى مصلحة النادى الأهلي؟
الظاهر لنا أن بقاءه فى صالح النادى الأهلي، وقد يكون كذلك إذا «خلع» اللاعب فكرة الرحيل عن ذهنه، أما إذا لم يحدث ذلك فإن استمراره مع الأهلى «زى عدمه» لأن جسده سيظل فى أهلى القاهرة فيما قلبه معلق بأهلى دبي!
وحتى لا نقسو على اللاعب وحده، فإن استغلال من جلسوا معه لحيائه أمر خاطئ جداً، لأن أبوتريكة لا يزال يرغب فى الرحيل، بل إن امتناعه عن الحديث فى الأمر للإعلام يعنى إصراره على الرحيل إلى الإمارات، وقد برر القيعى ذلك بأنه لا يرغب فى ابتزاز مشاعر جماهير الأهلي، ولا يتاجر ببقائه إعلامياً.
وهذا المبرر غير مقنع، لأن إعلان أبوتريكة بقاءه أمر يحتاج إلى مؤتمر صحفى لإغلاق هذا الملف الذى سيظل صداعاً مزمناً، لوجود تسريبات من الجانب الإماراتى ومسئولين مصريين وأصدقاء مقربين جداً للاعب، بل وتلميحات له هو شخصياً، تؤكد إصراره على الرحيل.
ترى هل يرحل أبوتريكة إلى الإمارات قبل منتصف أغسطس.. أم يتم التأجيل إلى يناير القادم؟!
والطريف.. أن حسن حمدى يرحب برحيل أبوتريكة احتراماً لرغبته.. وتقديراً لعطائه، ويرفض إجباره على البقاء.. فيما حرمه الحياء من إعلان رغبته للجهاز الفني!!