الأرانب تهدد أبوتريكة!!

سقط محمد أبوتريكة نجم الأهلي والمنتخب الوطني في مصيدة ملايين رجال الأعمال وأصيب اللاعب باضطرابات نفسية ومن ثم أثرت على النواحي الفنية فظهر داخل المستطيل الأخضر تائهاً فعقله في الملايين وقلبه في المباراة وهذا وحده كفيل بأن نخسر نحن أبوتريكة ويخسر أبوتريكة نفسه والمباريات الثلاث الأخيرة خير شاهد على ذلك فبائع السعادة أوقف نشاطه مؤقتاً بفعل رجال الأعمال ومن هنا اختفى أبوتريكة في دورة ويمبلى بالعاصمة الإنجليزية لندن ولم يظهر الساحر أيا من قدراته الفنية فهو يشارك بجسده فقط وليس بعقله، سواء كان في اللقاء الأول أمام سيلتك الإسكتلندى ومن بعده برشلونة الإسباني ومن قبلهما مباراة السوبر المصري أمام حرس الحدود وجميعها خسرها الأهلي بنتائج كبيرة بالأربعة أمام برشلونة وبالخمسة أمام سيلتك وبهدفين أمام الحدود.

ويحضرني قول السيد المسيح «ماذا لو ربح المرء العالم كله وخسر نفسه» والواضح أن حرب رجال الأعمال ستجعلنا نخسر «القديس» الذي بات مشغولاً بلغة الأرقام خصوصاً أن هذا رزق أبنائه في ظل العرض المغرى من أهلي دبي الإماراتي الذي بلغ للاعب فقط ما يفوق ال13 مليونا في موسم واحد فبعد أزمة «موبينيل فودافون» طاردتنا أزمة الإمارات التي مازالت متمسكة بحقها في ضم اللاعب استعداداً لكأس العالم للأندية في سبتمبر المقبل بإمارة أبوظبى وهو ما جعل رئيس النادي الإماراتي يذهب خصيصا إلى ملعب ويمبلى في محاولة جديدة لإقناع أبوتريكة بالعرض لاسيما أن حضور خليفة سليمان إلى مصر تم بعد الحصول على موافقة حسن حمدي رئيس النادي الأهلي والمتابع أبوتريكة يعرف جيدا أن اللاعب أصبح مشوشاً في تفكيره وأن الاستقرار النفسي الذي كان ينعم به لم يعد له وجود في قاموسه خلال الفترة الحالية وبالتالي سنفقده مع ناديه ومع المنتخب الوطني الذي يتحسس الطريق نحو الوصول لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.

ناهيك عن هذا وذاك الأزمة «الموبايلية» التي أوقعه فيها سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة لصالح شركة «موبينيل» التي يمتلكها رجل الأعمال نجيب ساو يرس وأحضر اللاعب إلى مكتبه بالجبلاية لتسيلم الشيك الخاص به وقيمته مليون جنيه تقديرا من ساو يرس للاعب على قراره النهائي بالبقاء في الأهلي وعدم الرحيل إلى الإمارات ورغم علم زاهر بعدم أحقية أبوتريكة في هذه اللقطة لكونه متعاقداً رسميا مع شركة فودافون بل وحصرياً لها دون غيرها من شركات المحمول لكن يبو أن زاهر يضعف أمام الملايين!!

ويبقى الأهم هنا هي مزايدة رجال الأعمال على موقف اللاعب والتي تسببت بدون قصد في إصابته بشرخ نفسي وفني قد يحتاج إلى وقت طويل حتى يلتئم ويعود ليطل علينا بصورته المعهودة خصوصاً وأنه أصبح يعانى من حالة عدم اتزان لقيامه بأعمال ما كان يتخيل أن يقوم بها يوما ولاسيما إجباره من قبل مجلس إدارة الأهلي على إرسال خطابات للصحف يحذر فيها من نشر صورته مع نجيب ساويرس في أي وسيلة إعلانية أو إعلامية إلا بموافقة كتابية منه شخصيا.. مما زاد من حجم الأزمة فاللاعب خالي البال أصبح مشغولاً بحرب البيانات والتصريحات ودخل في صراعات شرسة بين الكيانات الكبرى في مجال المحمول.

والشيء الذي يحاسب أبوتريكة نفسه عليه يومياً هو إجباره على التوقيع على بيان فودافون وبنفس الجمل التي قللت من حجم وشأن نجيب ساو يرس والذي وصفه خلاله بالمشجع الذي أراد تكريم اللاعب والتقاط صورة تذكارية له، وهنا جن جنون ساو يرس بعد البيان الذي نشرته معظم الصحف المصرية وتسببت في إهانته شخصيا رغم أنه لم يقم بادعاء أن أبوتريكة راع للشركة وإنما جاء في الإعلان أنه يشكر اللاعب على البقاء في الأهلي وأسفل الصورة موبينيل تكرم أسطورة الكرة المصرية محمد أبوتريكة.. أي أن المبلغ ليس للرعاية أو اتفاقاً منفصلاً بينه وبين موبينيل.

وللعلم كل ما ذكر بشأن رفض أبوتريكة وضع العلامة التجارية لموبينيل غير صحيح على الإطلاق فاللاعب تسلم الشيك ولم يمانع من الصورة التذكارية والسلام عليكم لأنه اعتقد أن ذلك لوجه الله وليس الهدف منه الإعلان عند الشركة.. وأن البيان الذي وقعه لصالح فودافون كان بيانا إعلانيا من جانب إدارة النادي والشركة معاً، وليس من بنات أفكار أبوتريكة أو حسبما جاء على أرض الواقع.. ويتبقى لنا أن نطالب بالحفاظ على أبوتريكة اللاعب لصالح الكرة المصرية، بدلاً من أبوتريكة «الموديلز» لأن الإعلانات لم تصعد بنا لكأس العالم ولن تحافظ للأهلي على بطولاته!!