سمعت وقرأت وشاهدت تعليقات كثيرة حول قرار النجم السعودي حسين عبدالغني رفضه اللعب وديا مع فريقه السويسري الجديد نيوشاتيل أمام فريق إسرائيلي ( لا أحب حتى ذكر إسمه ) ... فالبعض جعل منه بطلا لمجرد إتخاذه هذا القرار ولأنه قال أنه يفضل أن يعتزل الكرة أو أن يعود إلى بلده على أن يلعب أمام فريق ( صهيوني ) ....
والبعض الآخر طالبه باللعب أمام أي كان لأنه محترف في أوروبا وهذه هي بعض من تبعات الإحتراف الخارجي الذي نطالب به ليل نهار ...
شخصيا أنا مع حسين عبدالغني في هذا القرار ليس من منطلق عاطفي فقط ( وهذا حق من حقوقنا ) بل من منطلق التعامل بالمثل ... فهم ( أي الأوروبيين ) وإن كانوا محترفين إلا أنهم يرفضون اللعب أحيانا كثيرة في ( فلسطين المحتلة ) لأسباب أمنية ومنهم من يرفض اللعب لأسباب سياسية وهناك شواهد كثيرة أولها اللغط الكبير الذي دار في أوروبا حول ضرورة مقاطعة كل القادة لحفل إفتتاح أولمبياد بكين المقبل إحتاجا على ماسموه قمع السلطات الصينية للمتظاهرين في التيبت فهل هذا موقف رياضي أم سياسي.
صحيح أن من أول مبادئ الروح الأولمبية هو تقريب الرياضيين وليس تفريقهم ولكن ألا يرفض الكثير من الأسرائليين مجرد مصافحة ( بعض العرب ) ومنهم الراحل ياسرعرفات لأنه لم يفعل برأيهم ما يكفي لحماية أمنهم .. ألا يمنعون الرياضين الفلسطينيين من السفر للمشاركات الخارجية ويعتقلون ثلاثة أرباعهم فقط لأنهم فلسطينيون سيحملون راية بلدهم ( المحتل ) في المحافل الدولية فالسياسة هي التي تدخلت في الرياضة وليس العكس ومافعله حسين برأيي كان عين الصواب لأنه سلط الضوء بشكل أو بآخر على الممارسات ( غير الأنسانية ) التي يقوم بها الأسرائيليون بحق أبناء شعبنا الفلسطيني ولو تصادف وجاء فريق من فصيل فلسطيني لا يعجبهم ليلعب في أية مباراة أوروبية فأنا واثق أن أي لاعب إسرائيلي أو حتى أوروبي لن يقبل باللعب أمام هذا الفريق لأنهم غالبا ما يخلطون هذا بذاك ولكن على مزاجهم الخاص وحسب توجهاتهم هم .. فلماذا نلتزم نحن في الوقت الذي يفرضون أو يحاولون فرض قناعتهم أو آرائهم علينا ...؟؟؟؟
صحيح أن الرياضة يجب أن تكون معزولة عن أية مؤثرات سياسية ولكن من قال بأننا يجب أن نلتزم وحدنا بهذه المقولة ؟؟؟ ومن قال بأن السياسة بعيدة عن الرياضة ؟؟؟ فبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أجبرالفيفا كل العالم على أن يقف دقيقة صمت لضحايا نيويورك وواشنطن فهل كان هذا موقفا رياضيا أم سياسيا؟؟ ودعوني أقول إته أنساني ولكن بصبغة سياسية بحتة